بدھ، 31 جولائی، 2019

الصميل بن حاتم




هو: الصميل بن حاتم بن عمر بن جذع بن شمر بن ذي الجوشن الضبابي الكلبي وهو من أشراف عرب الكوفة.

قال ابن حيان : كان الصميل بن حاتم هذا جده شمر قاتل الحسين رضي الله عنه، من أهل الكوفة، فلما قتله، تمكن منه المختار فقتله، وهدم داره، فارتحل ولده من الكوفة، فرأس بالأندلس، وفاق أقرانه بالنجدة والسخاء.

كان الصَّمِيل بن حاتم :شجاعاً، نجداً، جواد، كريماً، إلا إنه كان رجلاً أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وكان له في قلب الدول، وتدبير الحروب، أخبار مشهورة.

يذكر في جود الصَّمِيل بن حاتم :

قال، كان أبو الأجرب الشاعر، وقفاً على أمداح الصميل، وهو القايل:

بني لك حاتم بيتاً رفيعا        رأيناه على عمد طوال
وقد كان ابتنى شمر وعمرو  بيوتاً غير ضاحية الظلال
فأنت ابن الأكارم من معد     تعتلج الأباطح والرمال

وقارضه بإجزاله لعطايه، وانتمائه في ثوابه، بأن أغلظ القسم على نفسه، بأن لا يراه، إلا أعطاه ما حضره، فكان أبو الأجرب قد اعتمد اجتنابه في اللقاء، حياء منه، وإبقاء على ماله، فكان لا يزوره إلا في العيدين، قاضياً لحقه. وقد لقيه يوماً مواجهة ببعض الطريق، والصميل راكب، ومعه ابناه فلم يحضره ما يعطيه، فأرجل أحد أبنية، وأعطاه دابته، فضرب في صنعه، وفيه يقول من قصيدة:

دون الصميل شريعة مورودة
لا يستطيع لها العدو ورودا

فت الورى وجمعت أشتات العلا
وحويت مجداً لا ينال وجودا

فإذا هلكت فلا تحمل فارس
سيفا ولا حمل النساء وليدا

يذكر في صفات الصَّمِيل بن حاتم:

كان أبياً للضيم، محامياً عن العشيرة، وكان صاحب أمره ولاه الأندلس قبل الأمويين، لهم الأسماء، وله معنى الإمرة، وكان مظفر الحروب، سديد الرأي، شهير الموقف، عظيم الصبر. وأوقع باليمانية وقايع كثيرة، منها وقيعة شقندة، ولم يكن بالأندلس مثلها، أثخن فيها القتل باليمانية.

شارك (الصميل بن حاتم) في بعث كلثوم بن عياض القشيري من ضمن جند قنسرين،الذي بعثه الخليفة هشام بن عبد الملك إلى إفريقية.

ولما انهزمت تلك الحملة أمام البربر، فر في صحبة بلج بن بشر القشيري إلى الأندلس. ثم أصبح بعد فترة زعيمًا لقبائل مضر في الأندلس.

العصبية القبلية بين القيسية واليمنية:

خرج عبد الملك بن قَطَن مظفَّرًا بعد أن أنهى ثورة الأمازيغ (البربر) في الأندلس، ولكنه لم يطمئن على سلطانه ما دام "بَلْج بن بشر" وجنوده الشاميون في الأندلس، وكانت هواجس ابن قَطَن في محلِّها، فعندما عرض على بَلْج الجلاء من الأندلس، طبقًا لما اتفقا عليه قبل دخول بَلْج الأندلس، رفض بَلْج بن بشر وجنوده الشاميون أن يعودوا مرَّة أخرى إلى المغرب بعدما أنقذوا الأندلس وابن قَطَن، وقال بَلْج بأنه ولي الأندلس بعهد من عمِّه كلثوم بن عياض، الذي ولاَّه الخليفة أمر المغرب، وأيَّده في هذا ثعلبة بن سلامة، وتنادوا بخلع ابن قطن وتولية بلج، فانحازت إليهم العرب اليمانية في الأندلس، وهجموا على ابن قَطَن -الذي كان قد قارب التسعين من العمر- في قصره بقُرْطُبَة، واعتقلوه ثم صلبوه، وذلك في ذي القعدة( 123هـ= سبتمبر 741م)
تجديد الصراع بين القيسية واليمنية:

كان لمقتل عبد الملك بن قَطَن ردُّ فعل مؤلم ومؤثِّر، ألهب مشاعر الحقد والضغينة، وجدَّد الصراع بين (القيسية واليمنية)؛ فقد توجَّهت جموع المتحالفين مع قَطَن وأمية ابنا عبد الملك بن قَطَن نحو قُرْطُبَة، ودارت بينهم وبين الشاميين معركة ضارية عند أقوة برطورة في شوال (124هـ=742م)، قاتل فيها الشاميون قتالَ مَنْ يطلب الموت دون الحياة؛ فهي معركة مصيرية بالنسبة لهم، فهم إمَّا أن يكونوا بعدها أو ألاَّ يكونوا؛ لذلك كان النصر حليفهم، وفيها أُصيب بَلْج بن بشر بسهم، تسبَّب في موته بعدئذٍ، واختار الشاميون بعده ثعلبة بن سلامة العَامِلِيّ أميرًا عليهم.

في هذه الأثناء تجمَّعت جموع المتحالفين مرَّة أخرى ناحية قُرْطُبَة للقضاء على الشاميين، فخرج لهم ثعلبة بن سلامة وجنده إلاَّ أنه هُزم هزيمة منكرة، وانسحب إلى مَارِدَة وتحصن بها، وصادف ذلك عيد الأضحى
10 ذي الحجة 124هـ)، فأحكموا الحصار على الشاميين، واطمأنُّوا إلى النصر وغرَّهم ما هم فيه من القوة، وشعر ثعلبة بذلك؛ فأرسل إلى عامله على قُرْطُبَة يستنجده ويطلب منه المساعدة العسكرية، فوصلت المساعدة من قُرْطُبَة في صبيحة عيد الأضحى، واستغلَّ" ثعلبة "انشغال المحاصرين عنه باحتفالاتهم، فباغتهم بالهجوم، وكانت مقتلة عظيمة، دفع فيها المتحالفون عليه الثمن باهظًا، ولم يتورَّع الشاميون عن القتل، ولا عن استرقاق أسراهم من الرجال والنساء والأطفال، البالغ عددهم عشرة آلاف أو يزيد.

وقد حملهم (ثعلبة) إلى قُرْطُبَة، وهو يُريد أن يقتلهم جميعًا، إلاَّ أن "حنظلة بن صفوان" -والي إفريقية للخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك- بعث أبا الخطَّار حسام بن ضرار الكلبي لإنقاذ الموقف في الأندلس، بعد أن كادت العصبية القبلية تعصف به، وذلك في رجب سنة (125هـ=743م)، وقد رضي البلديون والشاميون به.

وصول أبو الخطار حسام بن ضرار:

وصل (أبو الخطَّار) على رأس الطالعة الثانية من الشاميين للأندلس بعد طالعة بَلْج بن بشر الأولى، فأظهر العدل والإنصاف، وأطلق سراح الأسرى والسبي،وتوحَّدت كلمة المسلمين في الأندلس، وأنزل أهل الشام في الكُوَرِ، ومن هنا عاد الاستقرار والهدوء النسبي إلى الأندلس حينًا.

تجديد الصراع بين اليمنية والقيسية:

ولكن يبدو أن داء العصبية والقبلية كان متجذِّرًا في النفوس آنذاك، فما هي إلاَّ أيام حتى غلبت النزعة القبلية (على أبي الخطَّار) وهو يمني متعصب، ووصلت به عصبيته إلى أن تحاكم إليه يمني وقيسي، وكان القيسي أبلغ حُجة من اليمني، ولكن غلبت عليه عصبيته فحكم لليمني، فما كان للقيسي إلاَّ أنه ذهب إلى زعيم قومه القيسية وهو (الصَّمِيل بن حاتم)؛ ليطلب حقَّه المسلوب

فذهب الصَّمِيل إلى أبي الخطَّار، فأهان أبو الخطَّار الصَّمِيلَ، وضربه حتى اعوجَّت عمامته، فقال له بعض الحجَّاب وهو خارج من القصر: أقم عمامتك يا أبا الجَوْشَن. فقال: إن كان لي قوم فسيُقِيمُونها.

ذكر أهل الأخبار في ذلك :

پیر، 22 جولائی، 2019

حروب الدولة الأموية أوروبا


حروب الدولة الأموية أوروبا

سنة 669 أو 670
توافق سنة 49 هـ أو 50 هـ
أرسل الخليفة الأموي (معاوية بن أبي سفيان ) حملته الأولى لفتح القسطنطينية، وكانت الحملة بقيادة يزيد بن معاوية الأموي،
غير أن الحملة فشلت وحل الشتاء وصعبت ظروف القتال، وفي آخر الأمر عادت خاسرة إلى الشام، وقُتل فيها الكثير من
المسلمين بينهم الصحابيّ أبو أيوب الأنصاري.

سنة 53 هـ (673م)
أرسل الخليفة الأموي (معاوية بن أبي سفيان ) حملته الثانية لفتح القسطنطينية 
وكانت بقيادة ( سفيان بن عوف الأزديّ و فضالة بن عبيد الأنصاري ). وتمكّن الأسطول في طريقه من فتح (جزيرة أرواد)
و(جزيرة رودس ) الواقعتين على ساحل آسيا الغربيّ وقد أقام الجيش الاسلامي فيهما سبع سنين وجعل منهما قاعدتين بحريتين لحصار القسطنطينية، ولذلك فقد سُميت هذه الحرب بـ"حرب السنين السبعة"، غير أن الروم صمدوا خلال هذه السنوات وكان الأسطول الاسلامي يُحاصر مدينة القسطنطينية خلال فصل الصيف، ثم يرحل في فصل الشتاء، 
ولذلك سميت هذه التحركات بالصوائف والشواتي

سنة 60 هـ (680م)
بسبب صمود الروم اضطّرَّ معاوية بن أبي سفيان إلى سحب الأسطول وإعادته إلى قواعده دون فتح القسطنطينية على
جبهة الشام والأناضول: اضطرَّ عبد الملك لمصالحة البيزنطيين ودفع المال لهم أثناء صراعه مع ابن الزبير لأنه لم يَكن
يستطيع وقتها التصدي لهجماتهم،

سنة 73 هـ (692م)
انتهاء الصراع بين عبد الملك و ابن الزبير
بعد انتهاء الصراع كانت ل (عثمان بن الوليد) موقعة كبيرة مع البيزنطيين في ( أرمينيا)، حيث التقى 60,000 منهم 
بجيش قوامه 4,000، فهزمهم وقتل الكثير منهم وتُعرف هذه المعركة بـ(معركة سبياستوبولس) وقد تبعها فتح مُجمَل أرمينيا
وضمُّها إلى الدولة الأموية. استمرَت الصوائف والشواتي على الدوام، لكن كانت الحدود الفعلية شبه ثابتة، حيث يَعود 
المسلمون دائماً إلى حصونهم بعد الغزوات.

سنة 89 هـ
غزوة كبيرة بقيادة (مسلمة بن عبد الملك) وصل فيها حتى مدينتي عمورية وهرقلية،

سنة 89 هـ
غزا الأسطول الحربي الاسلامي جزيرتي ميورقة وصقلية

سنة 92هـ
غزوة كبيرة بقيادة (مسلمة بن عبد الملك) عبرَ فيها كل الأناضول حتى بلغ (بحر مرمرة).

سنة 92 هـ
غزا الأسطول الحربي الاسلامي جزيرة سردينيا .

في مايو 711
الموافق :رجب سنة 92 هـ 
أرسل طارق بن زياد مع 7,000 جنديٍّ إلى الأندلس وهُنا سار إليه ملك البلاد رذريق بجيش مكون من 100,000 رجل،
فطلب طارق المدد من ابن نصير فأمده ابن نصير بخمسة آلاف جندي، والتقى الجيشان في (معركة وادي لكة) التي انتصرَ 
فيها المسلمون وقُتل رذريق وبعدها فُتحت مدن الأندلس مدينة تلو الأخرى دون مقاومة تُذكَر. على الرُّغم من رغبة 
موسى بن نصير في إكمال الفتوحات، بل ونيّته في فتح أوروبا كلها من الأندلس حتى يَبلغ القسطنطينية من الغرب، 
فقد عارضَ الوليد بن عبد الملك مثل هذا الأمر بشدة لما قد يَعود به من عواقب على جيوش المسلمين في تلك البلاد البعيدة، 
وأمر ابن نصير وطارق بن زياد بالعودة إلى دمشق، فامتثلا لأمره وبقيا هناك حتى وفاتهما، وتوقّفت فتوحات أوروبا إثر ذلك
حتى نهاية عهد الوليد.

سنة 98 هـ
حصار المسلمين لمدينة القسطنطينية
لكن استخدمت سفن بيزنطية (سلاح النار الإغريقية) الذي صعَّب كثيراً على المسلمين فتح القسطنطينية وهو الحصار الذي 
مات أثناؤه الخليفة الأموي السابع سليمان بن عبد الملك و كان مشرفاً علي الأحداث مهتماً بالحصار .

في الفترة ( 719 – 721 م)
توافق الفترة (100 – 102 هـ )
والي الأندلس = السمح بن مالك الخولاني بدأ هذا الوالي في تنشيط المسلمين لفتح ما وراء جبل البرت (البرانس)
وأصبحت الاندلس في عهده ولاية مستقلة عن شمال أفريقيا وخاضعة إلى الخلافة الأموية بصورة مباشرة.
فتح السمح كل منطقة الجنوب الغربي لفرنسا، حتي مدينة تولوز ثم أسّس مقاطعة إسلامية ضخمة جدًا وهي مقاطعة
"سبتمانيا" مدن منطقة سبتمانيا: أربونة وبيزارس وآجده ولوديفيه وماغيولون ونييمس. ملحوظة : تسمى منطقة سبتمانيا 
الآن بساحل "الريفييرا"، وتعدّ من أشهر المنتجعات السياحية في العالم وتقدم حتى بعد اميال من موقع باريس حاليا

خلال الفترة (719-720)م
الموافقة سنة 101 هـ
بسط المسلمون سيطرتهم على إقليم سبتمانيا وأصبحَ الاقليم منذ ذلك الوقت مركزاً للإغارة على مدينتي برغاندي وأقيتانية،
بعدها : سار أمير الأندلس (عنبسة بن سحيم الكلبي) على رأس جيش إلى فرنسا ، وقام بفتح (سبتمانيا) و(ليون ) وتوغل 
في منطقة بورغونيا وفي فترة مقاربة : غزا (محمد بن يزيد) جزيرة صقلية

خلال الفترة (720-721)م
سنة 102 هـ
عبرَ (السمح بن مالك الخولاني) جبال البرانس بجيشه إلي فرنسا، وحاصرَ طولوز، فسار إليه والتقيا في( معركة طولوز) 
التي انتهت بهَزيمة الجيش الاسلامي ومقتل قائده ( عنبسة بن سحيم الكلبي).

9-6-721
رجع (السمح بن مالك الخولاني) إلى الأندلس ليجمع جيشا يحاصر به مدينة طولوشة (أو تولوز) ويقال أنه جمع أكثر من مئة 
ألف شخص من الفرسان والمشاة. قام المسلمون بحصار تولوز طويلا حتى كاد أهلها أن يستسلموا إلا أن الدوق أودو دوق 
أقطانيا (أكوينتين) باغته بإرسال جيش ضخم ، فقامت هنالك معركة عرفت في التاريخ باسم (معركة تولوز) في 9-6-721، 
وقاوم المسلمون فيها قليلا بالرغم من قلة عددهم وقتل قائدهم (السمح بن مالك) فاضطرب الجيش وانسحب المسلمون لقاعدتهم في بلاد الإفرنج مدينة أربونة .

الفترة (721-725 )
توافق الفترة (102 هـ-107 هـ
والي الأندلس = عِنبسة بن سُحَيم الكلبي ولاه بشر بن صفوان، أمير أفريقيا، على الأندلس سنة 102 هـ.
ازدادت الأندلس استقراراً في عهده وأوغل في غزو الفرنج وفتح قرقشونة، واجتاز فرنسا فعبر نهر الرون إلى الشرق، 
وفي ديسمبر 725 وفي طريق عودة والي الأندلس( عنبسة بن سحيم الكلبي ) إلى الأندلس فاجأته قوات إفرنجية فأصيب
إصابة بليغة لم يلبث أن مات على إثرها .

سنة 107 هـ
قطعت صائفة البحر المتوسط إلى جزيرة قبرص،

سنة 108 هـ
فتحَ مسلمة بن عبد الملك مدينة قيصرية

في سنة 111 هـ
وصلَ سعيد و(سليمان بن هشام) إلي مدينة قيص



ہفتہ، 20 جولائی، 2019

نہر ابی فطرس

Image may contain: sky, tree, plant, grass, bridge, outdoor, nature and water


نہر ابی فطرس


نہر ابی فطرس (موجودہ نہر العوجا) فلسطین میں الرملہ کے نزدیک ایک مشہور نہر ہے، تاریخ میں اس نہر کے بارے میں ایک بھیانک قتل عام کا ذکر ہے جب آٹھویں صدی عیسوی میں عبدالله بن علی عباسی (عباسی خلفاء السفاح و المنصور کے چچا) نے عباسی انقلاب کے دوران سینکڑوں اموی مسلمانوں کو موت کے گھاٹ اتار دیا تھا تاکہ اموی بغاوت کی کوئی صورت باقی نہ رہے مگر ایک اموی شہزادہ عبد الرحمان الداخل کسی طرح اس نہر کے راستے تیر کر مصر اور پھر اندلس کی طرف بچ نکلنے میں کامیاب ھوگئے جہاں انہوں نے ایک آزاد اموی ریاست بنیاد رکھی.

نہر کے کنارے ہی ایک رومی قلعہ موجود ہے جہاں قتل عام کیا گیا اس قلعہ کا قدیم رومی نام (Antipatris) تھا، عربی نام "ابی فطرس" اسی قدیم نام سے نسبت رکھتا ہے.




جمعرات، 18 جولائی، 2019

مدينة واسط

 منارة الحجاج - او بوابة المدرسة الشرابية بنيت في عام ٧.٢ ميلادية .. واحدة من اهم الاثار في محافظة واسط العراقية


مدينة واسط الاثرية

تقع أطلال هذه المدينة التاريخية في الوقت الحاضر إلى الجنوب الشرقي من مدينة الكوت مركز محافظة واسط بحدود 65 كيلومتراً، وإلى الشمال الشرقي من مدينة الحي بحدود 20 كيلومتراً ضمن أراضي المنارة والسواويد. وأعلن عن أثرية المدينة في الجريدة الرسمية (الوقائع العراقية) عام 1935.

المؤرخون اختلفوا في تاريخ بناء مدينة واسط، وحصر بعضهم تاريخها بين (75-83 هجرية) أي بعد أن أخمد الحجاج المعارضة والثورات التي قامت ضد الحكم الأموي، أي بين 80 إلى 81 هجرية، حسب بعض الآراء. إلا أن معظمهم يذكر أن عملية البناء تمت بين الأعوام (83هـ ــ 86هـ/ 702ــ 705م)، أي في أواخر حكم الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. كما يرجح بعض الباحثين بناء مدينة واسط سنة 83هـ/702م، معززين رأيهم بما وصلهم من مسكوكات فضية (دراهم) مضروبة بهذه المدينة.

أدت حملات التنقيب في مدينة واسط الأثرية، والتي جرت في وقت مبكر عام 1936 إلى الكشف عن مسجد كبير ومسجد آخر أصغر منه، ومقبرة وضريح وحصن، وآثار أخرى ما تزال حتى يومنا هذا مطمورة تحت الأرض، وبحاجة إلى البحث والتنقيب لمعرفة المزيد من كنوز هذه المدينة وتاريخها ومعالمها. ولو أن يد الرعاية امتدت لها لأصبحت من المعالم السياحية الجميلة التي تستقطب قوافل السياح ومن مشارق الأرض ومغاربها. حتى البقايا الضئيلة من شواهدها تكاد لا تصمد بسبب الإهمال الذي طاول اليوم تلك المدينة التاريخية، فقد تحدث باحثون وعلماء آثار عن مخاطر الإهمال. وأطلال المدينة تخبر أنها كانت قبل قرون عديدة حافلة بكل مشاهد العمران والحياة.

ومع تقادم الزمن أصبحت اليوم عبارة عن بقايا مدينة كانت تتمتع بسور كبير وأبراج وأبواب وطرقات وجسور وبيوت وأسواق وخنادق، وكان من شواهدها مسجدها وقصرها المعروف بالقبة الخضراء، المقام على مساحة 160 ألف متر مربع. وبمرور الزمن انهارت أجزاء كبيرة من باب المدينة، وتلاشت معالمه وأقواسه وأعمدته وزخارفه الجميلة التي حفرت في طابوق البناء، وكانت تشكل حينه نماذج للجمال والفن المعماري العربي الإسلامي، كما أن قصر الحجاج كان يضم حدائق وأحواضاً وبرك مياه. لكن تلك الشواخص اندثرت بفعل الإهمال المتعمد، ولم يبق منها إلا أطلال قليلة آيلة للاندثار.


بدھ، 17 جولائی، 2019

جامع الأموي الكبير صنعاء




الجامع الكبير بصنعاء

الجامع الكبير بصنعاء هو جامع بني في عهد الرسول محمد بن عبد الله في السنة السابعة أو التاسعة للهجرة. ثم أمر بتوسعته الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك والولاة من بعده.

توجد فيه مكتبة عامة تعد من أكبر المكتبات في العالم العربي، ويقال إن هذا الجامع بني على أنقاض قصر غمدان الشهير بصنعاء.

ويعتبر الجامع الكبير بصنعاء من أقدم المساجد الإسلامية ، وهو أول مسجد بني في اليمن ، ويعتبر من المساجد العتيقة التي بنيت في عهدالرسول صلى الله عليه وآله وسلم.


صنعاء القديمة مدينة تسحرك بجمال معمارها التقليدي الذي يحكي تاريخ هذه البقعة التليدة، وشوارعها الضيقة ومبانيها المتلاصقة تبدي من المدينة نمطا خاصا بها يختلف عن كل ما قد تراه عيناك في العالم الفسيح.
أهم ما يميز المدينة القديمة كثرة المساجد بها، فلا تنظر إلى أي اتجاه إلا وتشمخ أمامك مئذنة مسجد تعظم فيه شعائر الله، وتأتلف فيه قلوب المؤمنين، ويلتمسون فيه العلم وحفظ وتلاوة القرآن الكريم.

لكن أشهر هذه المساجد على الإطلاق وأقدمها هو ما يعرف بـ”الجامع الكبير”، الذي يتبوأ مكانة خاصة في أفئدة اليمنيين والمسلمين منذ فجر الإسلام حتى الآن.




تاريخ

لبناء هذا الجامع قصة حفظها التاريخ، وسجلت في كتب الأئمة والباحثين والمؤرخين، وهناك روايات تنسب إلى الرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

فالروايات تؤكد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو من أمر ببناء هذا المسجد في العام السادس للهجرة، أي قبل فتح مكة، وبالتالي يعد من أقدم المساجد في الإسلام، وأول مسجد يبنى في اليمن بحدودها المعروفة حاليا.

رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني تحدث للجزيرة نت عن قصة هذا المسجد، وقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل رسلا إلى أهل اليمن لدعوتهم إلى الإسلام، ومن بين هؤلاء وبر بن يُحنَّس الخزاعي الذي أرسله النبي إلى صنعاء وأمره أن يبني لهم مسجدا.

ويضيف الشيخ الزنداني أن النبي الكريم لم يكتف بأمر البناء، وإنما حدد موقعه وكيفية تحديد القبلة، فطلب من الخزاعي بناء المسجد في بستان باذان -وهو قائد فارسي كان يحكم اليمن ويتخذ من قصر غمدان مقرا له- وأن يجعل قبلته عن يمين جبل اسمه ضين، يبعد عن شمال صنعاء بثلاثين كيلومترا.


                          بوابة تاريخية للجامع الكبير بصنعاء 

روايات

ويرى الزنداني أن هذا التحديد يمثل إعجازا علميا للرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أثبتت البحوث التي أجريت على المكان واتجاه المسجد بتقنيات العصر الحديث أنه يقابل البيت الحرام مباشرة، وهي تقنيات بالتأكيد لم تكن متوفرة في ذلك العصر.

بني الجامع الكبير على أنقاض قصر غمدان، وأبواب الجامع الفولاذية ترجع لقصر غمدان وعليها كتابة بخط المسند. وقال يحيى الخولاني مرشدنا داخل المسجد إن الجامع الكبير شهد كثيرا من التوسعات على مر العصور، تسببت في طمس بعض الآثار القديمة، وإن العمل جار الآن لإظهارها من جديد.

وأوضح أن هذا المسجد يشهد إقبالا كثيرا من المسلمين والسياح، ويرتاده طلاب العلم الذين يدرسون على يد عدد من العلماء الكبار أصول الفقه والشريعة والتفسير وغيرها من العلوم الدينية إضافة إلى تحفيظ القرآن الكريم.


مخطوطات

بالمسجد الكثير من الكتابات والمباني التي ترجع إلى عصور مختلفة، وتحتفظ بعض أقسامه بشكلها القديم، بينما ساهمت التوسعات المتتالية في استيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين والدارسين.

يشار إلى أن بعثة آثار فرنسية كانت تقوم بعملية ترميم لأجزاء من المسجد بالجهة الجنوبية، عثرت على كنز أثري هام مخبأ في سراديب.

ويتمثل هذا الكنز في 12 نسخة مخطوطة من المصحف الشريف، بينها مصحف بخط الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بالإضافة إلى نحو آلاف من المخطوطات الإسلامية.



اتوار، 14 جولائی، 2019

أسماء ملوك الأندلس


نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 
الشيخ أحمد بن المقري التلمساني


أسماء ملوك الأندلس من لدن الفتح إلى آخر ملوك بني أمية، وإن تقدم ويأتي ذكر جملة منهم بما هو أتم مما عنا فنقول: 
طارق بن زياد مولى موسى بن نصير.
ثم الأمير موسى بن نصير وكلاهما لم يتخذ سريرا للسلطة. 
ثم العزيز بن موسى بن نصير وسريره إشبيلية.
ثم أيوب بن حبيب اللخمي وسريره قرطبة ، وكل من يأتي بعده فسريره قرطبة أو الزهراء أو الزاهرة بجانبيها إلى أن انقضت دولة بني مروان على ماينبه به.
ثم الحر بن عبد الرحمن الثقفي. 
ثم السمح بن مالك الحولاني. 
ثم عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي.
ثم عنبسة بن سحيم الكلبي.
ثم عذرة بن عبد الله الفهري.
ثم يحي بن سلمة الكلبي. 
ثم عثمان بن أبي نسعة الخثعمي. 
ثم حذيفة بن الأحوص القيسي.
ثم الهيثم بن عدي الكلابي. 
ثم محمد بن عبد الله الأشجعي. 
ثم عبد الله بن قطن الفهري.
ثم بلج بن بشر بن عياض القشيري. 
ثم ثعلبة بن سلامة العاملي.
ثم أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي. 
ثم ثوابة بن سلامة الجذامي. 
ثم يوسف بن عبد الرحمن الفهري.
وهنا انتهى الولاة الذي ملكوا الأندلس من غير موارثة، أفرادا، عددهم عشرون ولم يتعدّوا في السمة لفظ الأمير. 
قال بن الحيان: مدتهم منذ تاريخ الفتح من لذريق سلطان الأندلس النصراني إلى يوم الهزيمة على يوسف بن عبد الرحمن الفهري وتغلب عبد الرحمن بن معاوية المرواني على سرير الملك قرطبة، وهو يوم الأضحى....يتبع


ہفتہ، 13 جولائی، 2019

إمارة الحناتيش



الحناتيش هي امارة قامت في آخر سنوات الدولة الأموية، في عسير، وساندت بقايا الدولة واستمرت لسنين موالية لليزيديين الأمويين.
الحناتيش هم أبناء حنتوش بن دحل بن بدر بن فضل الشامي الكلبي (جد حناتيش عنزه وعتيبة) وغيرهم.

قيام الامارة
في سنة 132 هجرية لجأ الخليفة الأموي علي بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان إلى أخوال جده بني كلب بعد أن أصبح نفوذ العباسيين قويا ويهددون الحكم الأموي فأخذوه بني كلب بقيادة دغفل بن دحل (جد قبيلة الدغافلة) وذهبوا به إلى عسير ودخلوا به في بني وازع من الأزد، بعد ذلك قام الخليفة علي بن محمد بالسيطرة على جنوب الجزيرة العربية، فخشى العباسيون من إتساع حكمه ووصوله إلى الحجاز، فقام الخليفة المهدي العباسي بتجهيز جيش بقيادة عبد الله بن عبد الرحمن بن النعمان الغامدي وإرساله لمحاربة الخليفة الأموي علي بن محمد، فالتقى الجيشان في بلاد غامد وقامت معارك عديدة انتهت بمقتل الخليفة الأموي سنة 169 هجرية.

مبايعة الخليفة عبد الله بن علي بن محمد
بايع العسيريون الخليفة عبد الله بن علي بن محمد الأموي سنة 169 هجرية فواصل قتال أبيه على العباسيين حتى استطاع قتل قائد جيش العباسيين عبد الله بن عبد الرحمن بن النعمان الغامدي، بعد ذلك حصل بعض الاضطراب في الولاء للخليفة الأموي من بعض القبائل ومن هذه القبائل قبيلة بني هلال العدنانية.

تسليم الامارة للحناتيش
بعد انهيار الحكم الأموي في الشام نقضت بني هلال ولائها لبني أمية ووالت شكر الشريف (شريف مكة) فما كان من الخليفة الأموي إلا أن جهز جيش من عسير بقيادة الأمير حنتوش بن دحل, وقد استطاع هذا الجيش إخماد ثورة بني هلال، بعد ذلك قام الخليفة الأموي بتعيين الأمير حنتوش بن دحل أميرا على تربة البقوم وبيشة والقبائل المحيطة بها في عسير فجعل الأمير حنتوش بني وازع والكلبيين قوة له تحسبا لمقاومة اي ثورة تحدث من القبائل التي تحت امارته وذلك سنة 173 هجرية وقد توارث الحناتيش الامارة حتى سقوط الحكومة اليزيدية.

أشهر أمراء امارة الحناتيش
1- الأمير حنتوش بن دحل الكلبي، سنة 173 هجرية.
2- فايز بن مطرف الحنتوشي، سنة 656 هجرية.
3- حنش بن مدرك الحنتوشي، سنة 713 هجرية. وقد ضم تحت امارته قبائل شيبان بن روق بن حجدر بن سنحان بعد هزيمتهم الساحقة من الحكومة اليزيدية.
4- محسن بن قايد بن صباح الحنتوشي. له ابنة اسمها (أثيلة) هي أم بني أثيلة من قبيلة الدواسر حاليا.

نهاية الامارة
بعد سقوط الحكومة اليزيدية في عسير، ضعفت امارة الحناتيش واختلف الحناتيش فيما بينهم فمنهم من بقي مع البقوم إلى الوقت الحاضر ( وهم شيوخ الدغافلة من وازع من البقوم ), ومنهم من هاجر وتحالف مع بعض القبائل مثل قبائل روق من عتيبه. ومن حناتيش عتيبه ( بن محيا ) شيوخ طلحة من روق ومنهم الفارس المشهور عفاس بن سداح بن محيا.

قال الشيخ عقاب بن محيا عندما سئل عن نسب الحناتيش :

"الحناتيش ينتسبون إلى كلب بن وبره من بني فضل دخلوا في عتيبة بالحلف بعد أن انتقلوا من البقوم"

مصادر
كتاب إمتاع السامر بتكملة متعة الناظر, شعيب الدوسري


جمعہ، 12 جولائی، 2019

أنس بن مالك




قصة أنس بن مالك مع الحجاج بن يوسف الثقفي

كان الحجاج بن يوسف الثقفي أميرًا على بلاد العراق ، وكان أنس بن مالك رضي الله عنه خادم الرسول صلّ الله عليه وسلم وأخر الصحابة موتًا ورحيلًا يعيش في إمارته ، وكان أنس بن مالك يفتخر دائمًا بخدمته للرسول الكريم صلِّ الله عليه وسلم حيث عمل في خدمته ثماني سنوات ، وكان فيهما أحد تلامذته الذين تتلمذوا على يده ونقلوا عنه علمًا كثيرًا.

من هو أنس بن مالك

هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار ، ولد قبل الهجرة بعشرة أعوام وتوفي بالبصرة قيل سنة 92هـ وقيل سنة 93هـ ، وكان أمير المؤمنين وقتها هو عبدالملك بن مروان الذي نصف صحابي رسول الله صلّ عليه وسلم على جور الحجاج بن يوسف الثقفي وبغيه.

قصة أنس بن مالك مع الحجاج

دخل أنس بن مالك على الحجاج بن يوسف الثقفي ذات يوم ، فلما رآه الحجاج قال له : إيه يا أنيس يوم لك مع علي ويوم لك مع ابن الزبير ويوم لك مع ابن الأشعث ، والله لاستأصلنك كما تستأصل الشأفة ولأدمغنك كما تدمغ الصمغة ولأعصبنك عصبة السنمة وهي نوع من الشجر.

فقال الصحابي الجليل أنس بن مالك بنوع من التعجب : إياي يعني الأمير أصلحه الله ؟ فقال الحجاج إياك صك الله سمعك ، فقال أنس بن مالك حينها : إنا لله وإنا إليه راجعون والله لولا الصبية الصغار ما باليت أي قتلة قتلت ولا أي ميتة مت ، ثم خرج بعدها من عند الحجاج وكتب إلى أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان يخبره بما قاله الحجاج له.

كتاب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان

كان أنس بن مالك يقول في كتابه : بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبدالملك بن مروان أمير المؤمنين من أنس بن مالك أما بعد : فإن الحجاج قال لي هجرًا ، وأسمعني نكرًا ، ولم أكن لذلك أهلاً ، فخذ لي على يديه فإني أمت بخدمتي لرسول الله صلّ الله عليه وسلم وصحبتي إياه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فلما بلغ الكتاب عبدالملك بن مروان غضب غضبًا شديدًا واستنكر فعلة الحجاج ، ثم بعث إلى إسماعيل بن عبدالله بن أبي المهاجر الذي كان صديقًا مقربًا للحجاج ، وأعطاه كتابين أحدهما للحجاج والأخر لأنس بن مالك ، وقال له انطلق إلى العراق وابدأ بأنس بن مالك صاحب رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وأبلغه سلامي ثم قل له أنني كتبت إلى الحجاج الملعون كتابًا لو قرأه كان أطوع لك من أمتك ، والأمة هي الخادمة.

رد أمير المؤمنين على كتاب أنس بن مالك

وكان الكتاب الذي بعث به عبد الملك بن مروان لأنس بن مالك يقول فيه : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان إلى أنس بن مالك خادم رسول الله صلّ الله عليه وسلم أما بعد : فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت من شكاتك الحجاج ، وما سلطته عليك ، ولا أمرته بالإساءة إليك ، فإن عاد لمثلها فأكتب إليّ بذلك أنزل به عقوبتي ، وتحسن لك معونتي والسلام.

فلما قرأ أنس بن مالك رضي الله عنه كتاب أمير المؤمنين قال: جزاه الله عني خيرًا فقد كان هذا هو ظني به ورجائي منه ، وبعدها انصرف إسماعيل حامل الكتابين إلى الحجاج بن يوسف ودخل عليه ، فرحب به الحجاج ولكن حينما أخبره بما جاء فيه استوى الحجاج في جلسته وقرأ خطاب أمير المؤمنين وهو يتعرق ، ولما أنهاه تعجل في الذهاب إلى أنس بن مالك لكي يسترضيه.

كتاب عبد الملك بن مروان إلى عامله الحجاج 

كان عبد الملك بن مروان يقول في كتابه إلى الحجاج : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد ، فإنك عبد طمت بك الأمور فسموت فيها ، وعدوت طورك وجاوزت قدرك ، وركبت داهية إدًا ، وأردت أن تبورني ، فإن سوغتكها مضيت قدمًا ، وإن لم أسوغها رجعت القهقري.

فلعنك الله من عبدًا أخفش العينين منقوص الجاعرتين ، أنسيت مكاسب أبائك بالطائف وحفرهم الآبار ونقلهم الصخور على ظهورهم في المناهل ، يا ابن المستفرية بعجم الزبيب والله لأغمرنك غمر الليث الثعلب والصقر الأرنب ، وثبت على رجل من أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم بين أظهرنا ، فلم تقبل له إحسانه ولم تتجاوز له عن إساءته جرأة منك على الرب عزوجل واستخفافًا منك بالعهد.

والله لو أن اليهود والنصارى رأت رجلا خدم عزير بن عزرة وعيسى بن مريم لعظمته وشرفته وأكرمته ، فكيف وهذا أنس بن مالك خادم رسول الله صلّ الله عليه وسلم ثماني سنين ، يطلعه علي سره ويشاوره في أمره ، ثم هو مع هذا بقيه من بقايا أصحابه ، فإذا قرأت كتابي فكن أطوع له من خفه ونعله وإلا أتاك منى سهم بكل حتف قاض ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون.

اعتذار الحجاج لأنس

حينما أنهى الحجاج قراءة كتاب أمير المؤمنين ارتعدت فرائضه ، وذهب إلى أنس بن مالك رضي الله عن وأرضاه مخاطبًا إياه بكنيتة : يا أبا حمزة ، وهي كنية كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقولها له ، وأخذ يسترضيه ويطلب عفوه حتى صَلٌح بينهما الأمر.